أشار رئيس لجنة مكافحة الفساد في "التيار الوطني الحر" المحامي وديع عقل، في حديث لـ"النشرة"، إلى أن "الحكومة رغم كل الصعوبات التي تواجهها قدّمت نفسها بصورة جيدة أمام الرأي العام اللبناني، وهناك عدد من الوزراء نجحوا في تأدية مهامهم حتى الآن خصوصًا وزير الصحة حمد حسن".
ولفت عقل إلى "وجود مجموعة من الطبقة السياسية التي حكمت البلد على مدى سنوات كانت تعوّل بأن حكومة حسان دياب ستسقط في الشارع خلال شهرين لتعود هي إلى الحكم، لكن هذا التمني جوبه بأداء جيد من قبل الحكومة"، مؤكدًا أن "الحمل كبير ولكن التعاطي في ملف فيروس كورونا ولّد نوعا من الطمأنينة لدى الشعب اللبناني وهذا ما يفسر الحملات التي تتعرض لها، في حين أن بعض القوى السياسية أصبحت منبوذة حتى ضمن شارعها".
من جهة أخرى، شدّد عقل على "اننا لا نزال في خضم المعركة في موضوع مصرف لبنان، خصوصًا أن الغموض في الأرقام يعرقل أي فكرة في الورقة الإصلاحية"، مؤكدًا أن "مصرف لبنان يتحمل مسؤولية إرتفاع سعر صرف الدولار الذي بلغ أمس أرقامًا قياسية"، مشيرًا إلى أن "المصرف المركزي جعل اللبنانيين يعيشون بوهم إسمه تثبيت سعر الصرف طيلة السنوات الماضية، وعندما وصلنا إلى الإستحقاق ظهر الوهم على حقيقته".
وأوضح عقل أن "إرتفاع سعر الصرف جعل اللبنانيين يعيشون خطرًا غذائيا لأن قسما كبيرا من المواد الغذائية في لبنان مستوردة من الخارج"، لافتًا إلى انه "لطالما حذّرنا من هذا الموضوع، وكان لنا دعوات لدعم الزراعة اللبنانية حتى نحافظ على أمننا الغذائي".
وأكد عقل أن "التقصير القضائي في لبنان رهيب، والموضوع اليوم غير مرتبط بالتشكيلات القضائية، إذ أن المسودة الراهنة أبقت على أكثرية القضاة الجزائيين"، مشيرًا إلى أنه "كشفت في وقت سابق أسماء قضاة يسافرون في رحلات إستجمام على متن طائرات الميدل إيست ومن بينهم مدعي عام التمييز القاضي سمير حمود، وطلبت من مدعي عام التمييز الحالي القاضي غسان عويدات الإستماع إلى إفادتي في هذا الملف"، مشيرًا إلى أن "هذه الرحلات هي بمثابة رشوة للقضاة وكلام رئيس مجلس ادارة طيران الشرق الأوسط في هذا المجال غير مقبول".
وعن قضية الأفران، إستغرب عقل، الطريقة التي يتعاطى بها إتحاد المخابز والأفران، مبينًا أنها "تحصل على مادتي الطحين والمازوت بشكل مدعوم من الدولة لصناعة الخبز، ويستفيدون من هذه المواد لصناعة مواد أخرى غير الخبز"، مشيرًا إلى "حل طرحناه على وزير الإقتصاد السابق منصور بطيش بأن يقوم الجيش بتشغيل الأفران وعندها سينخفض سعر ربطة الخبز إلى حدود الـ1000 ليرة".
ولفت عقل إلى أنه "بغضّ النظر عن القوانين التي تقدمنا بها إن كان لجهة رفع الحصانات والسرّية المصرفية والأموال المنهوبة، هناك قوانين موجودة الآن ولكن لا يتم تطبيقها من قبل بعض القضاة"، مضيفًا: "ليست مرجلة أن يعمد القاضي إلى سجن شاب بسبب شيك بلا رصيد بينما السياسي الفاسد والسارق يبقى من دون محاسبة"، معتبرًا أنه "إذا إستمرت الأمور على هذا المنوال فنحن قادمون على أشهر صعبة، وسنرى أكثر من مليون لبناني في الشارع صيفا إذا لم تتم معالجة هذه الأمور".
وفي الختام تطرّق عقل إلى قضية الفيول المغشوش، مؤكدًا أن "هذا الملف سيصل إلى نتائج إيجابية، وأنا أثق بالقاضية غادة عون التي بدأت الإستجوابات"، مشددًا على أن "الملف مترابط بشكل ممتاز وأنتظر سير التحقيقات، لنكشف في الفترة المقبلة المزيد من المعلومات أمام الشعب اللبناني ليتم ضمها إلى القضية".